يَاسَلوُة الروح ..
فِى القَلب العّليِل ومَبَاهِج الأفراح
يَا نجوى الفؤاد إن سهد الجفن ..
ورَحيِق زَهر يُسّقيِنْىِ مِن شّهده أقداح
أبحِر بِذكراك هائِمه ..
فِى شَفَق الغروب ولجة الأحزان سّباح
حَنْت إليك أزهَارىِ ..
وغّدى طَيِر الغّرَام عَلى أغّصَانَها نَوّاح
يَشّدو حَزيِناً فِى لَوُعةٍ ..
ويَبُث آهتَهُ عَلى الورود صّداح
مُدنفاً يَشكو عَلى أعتَاب الدُجى ..
لوُاعِج أساه كَسيِر الجناح
يَطّوُى الوُجد بِخَافِقه الملتاح ..
فَيظهر فى أنين صَوُته ودمع عَيِنْيِه الفضّاح
الحنين يُغَلِف أوردته ..
وأسّدل عَلى أنْسِجَة القلب مِن الشوق وشاح
يَحتَضِن الجوى كأحتضان قَطَرات الندى للورود ..
فـتَنز مِن اعتصار لهفته أريِجَهَا الفوّاح
يَالوُعة الأشوُاق فِى قلوُب العُشَاق ..
سَيِف الهوى كـ رمضاء اللوُى ذَبَاح
إن أصَاب الفؤاد بِسِهامه ..
ليس لِعَلته شِفَاء مِن يَد جراح
مازلت فى عَالمك طِفلة أتجرع الأسى أقداح
وأبحر بِزوُرقى فِى دروب ..
لا أعلم نهايتها كـ مُغَامرات ملاح
أُصارع الأمواج وأسابق هَدِيِرها ..
لأرسو عَلى مَرافىء الأتراح
فـ تتخّطَفَنِى غُربَان الجِراح ..
وتَسّلُب فَرحَتِى بِمخّلبٍ سفاح
ملك أحزانى وراقص على نَبْضُ أشجانى ..
تَمَكّن اليأس مٍنى بِحُبك ..
كـ تَمَكُّن الموت مِن الأرواح
وباتتْ حُريّفَاءُ القصيد ..
مُدججه بِمذاق ذاتٍ متوقده وذهن لماح
يا رجل وحدّتهُ بذاتى ..
وأوصدت عليه باب القلب ووهبتهُ المفتاح
أعدّ لحدى بـ فؤادك .. فـ ليس لى غير حُبك ملجىء ..
آوى إليه بِغَربتى .. فَيَضَمَْنِى بِحَفَاوة وأرتِيِاح
مازال عِطرك الذى أقترف العذوُبَة واللذة فِى دَمىِ ..
يَعّبق فى المكان ..
يُداعب شِفاه ذاكرتى .. ويوُقِظنى كُل صباح